الايمان و العلم
الإيمان والعلم
1- مفهوم العلم ودعوة الإسلام إليه
أ- مفهوم الإيمان
- هو التصديق بالقلب و الإقرار اللسان و العمل بالجوارح، بما أخبر به الرسول صلى الله عليه و سلم عن الله تعالى ووفق ما بينه في السنته .
حقيقته:
- تتجلى حقيقة الإيمان في صلة العبد بربه، فالمؤمن يعتبر الإيمان أفضل نعمة يتمتع بها، وهو نطق باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالأركان.
ثمراته:
- حب الله جل جلاله وحب الرسول صلى الله عليه وسلم.
- تحرير النفس من سيطرة الغير.
- خشية الله جل وعلا والخوف منه.
- لغة : إدراك كنة الشيء و حقيقته.
- اصطلاحا : مجموع المعارف المكتسبة بالدراسة، والتي يصل بها الباحث إلى مستوى الإحاطة بالأصول و الفروع في حقل من حقول المعرفة، كالرياضيات و الهندسة و الفيزياء و الطب و الإعلاميات و غير ذلك من العلوم. ويكون واجبا إذا تعلق بفروض العين، ومندوبا إذا تعلق بإصلاح أمور الدنيا، وحراما إذا تعلق بالسحر والتنجيم.
- الوحي الذي أنزله الله على أنبيائه، فبه نعرف خالقنا و حقوقنا و واجباتنا.
- الحواس الخمس اللسان والأنف واللمس والعين والأذن وسائل للإدراك والمعرفة.
- التعليم عبر المؤسسات التعليمية.
- دعا الإسلام للعلم و التعلم حيث كانت أول آية نزلت تدعو إلى العلم ﴿ اقرأ باسم ربك الذي خلق ﴾ وأعطى للعلماء مكانة خاصة يقول صلى الله عليه وسلم: “العلماء ورثة الأنبياء ” ويقول عز وجل: ﴿قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ﴾ الزمر 9
2- أهمية العلم في ترسيخ الإيمان
- العلم مفتاح قلوب الخاشعين : بفضل العلم يمكننا معرفة أسرار الوجود و تدبر آيات الله تعالى لتحقيق الخشوع و خشية القلوب، قال الله تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّه وَجِلَت قُلُوبُهُ وَإِذَا تُلِيَت علََْيهِم آيَاتُهُ زَادَتْهُم إِيمَانا وعلى رَبِّهِم يَتَوَكَّلُونَ ﴾
- العلم و خشية الموقنين: حصر الله تعالى فعل الخشية في العلماء باعتبار خشيتهم خشية الموقنين الذين يدركون عظمة الخالق قال سبحانه : ﴿ إِنَّمَا يَخْشى اللَّهَ مِنْ عبَِْادِه الْعُلَمَاءُ إِۚنَّ اللَّهَ عزيز غَفُورٌ ﴾
- العلم و ترسيخ اليقين : يعتبر العلم وسيلة لترسيخ اليقين والإيمان في قلوب المسلمين، كما جاء في قصة حنظلة رضية الله عنه، كان عندما يغيب مدة عن مجالس العلم مع رسول صلى الله عليه وسلم يتهم نفسه بالنفاق فيقول « فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْر، حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قُلْتُ : نَافَقَ حَنْظَلَةُ، يَا رَسُولَ اللهِ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « وَمَا ذَاكَ؟ » قلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ نَكُونُ عِنْدَكَ، تُذَكرُنَا بِالنَّارِ وَا لجَنَّةِ، حَتَّى كَأنََّا رَأْيُ عَيْن، فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِكَ، عَافَسْنَا الْأَزْوَاجَ وَالْأَوْلَادَ وَالضَّيْعَاتِ ، نَسِينَا كَثِيرًا فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنْ لَوْ تَدُومُونَ عَلَى مَا تَكُونُونَ عِنْدِي، وَفِي الذِكْرِ، لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلَائِكَةُ عَلَى فُرُشِكُمْ وَفِي طُرُ قِكُمْ، وَلَكِنْ يَا حَنْظَلَةُ سَاعَةً وَسَاعَة 3 مَرَّا ت »
3- علاقة العمل بالإيمان و العلم
أ- علاقة العمل بالإيمان و العلم- حقيقة الإيمان لا تكتمل بمجرد الاعتقاد القلبي حتى يصدقه العمل، فإن هذا العمل لا يستقيم إلا إدا بني على علم، لأن الله تعالى يعبد عن علم ولا يعبد على جهل ولهدا بعث سبحانه في الأميين رسولا ليعلمهم دينهم الذي ارتضى لهم. قال الله تعالى: ﴿ كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُ رَسُوالا مِّنكُ يَتْلُو لََْيْكُ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُ وَيُعَلِّمُكُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُ مَّا لَ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ ﴾ فالغاية من بعث الرسل تبليغ الوحي للناس و تعليمهم الكتاب و الحكمة، ليتمكنوا من عبادة الله عن علم، ولتكون أعمالهم موافقة لما يريده الله.
- يعد الصحابة رضوان الله عليهم المثل الحسن في حرصهم على التعلم، و لم يكن يمنعهم حياؤهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم عن السؤال عن أمور دينهم، لتكون أعمالهم صحيحة. وكمثال على ذلك قصة عمار بن ياسر و عمر رضي الله عنهما عندما كانا في سفر ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسألاه حيث أصبحا على جنابة، فأما عمر رضي الله عنه لم يصل و أما عمار فتمرغ في التراب اجتهادا منه، فلما عادا من السفر علم رسول الله صلى الله عليه وسلم عمارا تيمم الجنب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إنما كان يكفيك هكذا فضرب بكفيه الأرض و نفخ فيهما، ثم كسح بهما وجهه و كفيه.
- القصد من العلم هو العمل، فمن تعلَّم علما فعليه تطبيقه بان يمتثل أمر الله تعالى وأمر رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، وينتهي عن كل ما نهى الله ورسوله عنه، وإلا أصبح علمه حجة عليه، قال تعالى : ﴿ وَقُل اعمَْلوا فَسَيَرَى اللَّهُ عمََْلَكُم وَرَسولُه والمُؤمِنونَ وَسَتُرَدّونَ إِلى عالم الغَيبِ وَالشهَُّادَةِ فَيُنَبِّئكُم بِما كُنتُم تَعمَلون﴾ (سورة التوبة)