الحداثة

الحداثة

 

المفهوم لغة اسم مفعول لفعل فهم، فهو دال على ادراك شيء ما، أما اصطلاحا فهو تمثل ذهني لشيء ما عبر تعيين المقومات الأساسية المميزة لهذا الشيء، وبذلك فالمفهوم هو ادراك العقل لحقائق الأشياء بصفاتها وخصائصها.
وحينما نتحدث عن مفهوم الحداثة، فإننا بصدد الحديث عن مفهوم حظي بنقاشات وسجالات معاصرة، فهناك من يعتبر الحداثة عصرا تاريخيا متقدما حققته مجتمعات معينة، فيما زالت مجتمعات اخرى تحاول الوصول إليه.
والحداثة هي تراكم لإنتاجات حضارية ومادية، انعكست على الحياة الفردية والجماعية كما أنها موقف نقدي يعتمد على حرية العقل، للتعبير عن مواقف محددة وتجاوز سكة التقليد داخل المجتمع، فلا يمكننا الحديث عن مجتمع حداثي تنعدم فيه الحريات بما فيها حرية تشغيل العقل إذ أن هذا التشغيل يعني وجود نزعة للتجديد والتجربة وعدم الاكتفاء بما هو ثابت وقار. وهكذا فإن الحداثة هي ثورة فكرية، تعتمد على العقل، وتتحقق معها ثورة اقتصادية وعلمية مبنية على الملاحظة والتجربة، وثورة سياسية تهدف إلى ترسيخ قيم الديموقراطية والحرية وحقوق الانسان.

وعلى ضوء ما سبق، فإن مفهوم الحداثة يرتبط بمفاهيم أخرى: الحرية، العقلانية، العلمية، الديموقراطية… كما أنه يتسم بسمات محددة:  التعدد، الحركية، التنوير، التجديد، استشراف المستقبل، الانفتاح على الجديد، مواكبة مستجدات العصر…